خبراء الطب النفسي والأسرة يقدمون "وصفة سّحرية" للابتهاج بالعيد.

كتبت: د. ماريانا يوسف   
الخميس, 09 سبتمبر 2010 01:00

العيد فرحة ينتظرها الأباء والأمهات والأبناء، فهو ليس فقط فرصة جيدة للتزاور وتبادل التهاني والتقارب بين العائلات وبعضها، وبين الجيران وبعضهم.. وهكذا، ولكنه أيضاًَ فرصة ذهبية ليبدأ الزوجين حياة زوجية جديدة ولتسمو روحهما وتتصافى نفوسهما لتضفي عليهما روح السعادة، ليعم روح العيد البيت، ويتلمسا في جوانبه لمسات الود والتسامح، والبعد عن الغضب والضجر، ومن هنا نستنج مدى أهمية الإستعداد النفسي للعيد حتى يطل علينا العيد ونحن سعداء فرحين به وحتى نستطيع أن نستمر على ذكرى سعادته إلى العيد القادم.هذ ما أكدته الدكتورة نجوى عارف مستشارة العلاقات الأسرية والتي تحدثت عن كيفية الإستعداد النفسي للعيد، حيث أشارت إلى خطورة الضغط النفسي الذي تتعرض له الأسرة العربية عندما يقترب العيد على الأبناء وعلى نفسية الزوج والزوجة، حيث قد تؤثر الإلتزامات  الواجب سدادها او شرائها إستعداداًَ للعيد على نفسية جميع أفراد الأسرة بالسوء الأمر الذي يزيد الأمر توتراًَ وضغطاًَ أكثر فأكثر مما قد يتسبب في ضياع فرحة العيد ليصبح يوماًَ مثل باقي الأيام إن لم يكن أسوأ من الأيام العادية أيضاًَ.

أما الأبناء فعليهم أن يقدروا الحالة المالية التي وصل منزلهم إليها، فمن حقهم الترفيه عن أنفسهم ولكن بدون بذخ زائد عن الحاجة، فيكفى أن يخرجوا يوم واحداًَ او إثنين على الأكثر خلال أيام العيد، وعليهم أيضاًَ مراعاة تعب والدتهم فلا يهملون في نظافة منزلهم بعد أن تعبت الأم في تهيئته للعيد، كذلك عليهم أن يتقبلوا العيدية أيا كانت كبيرة او صغيرة بصدر رحب ولا يطلبوا المزيد.
اما الوالدين فعليهم ألا يبخلوا على أبنائهم بالعيدية، وحبذا لو كانت عيدية ملموسة قيمة بدلاًَ من النقود حتى لا يتعلق قلبهم بحب المال، كما على الوالدين ألا يحدوا من حرية أبنائهم ايام العيد ويحرموهم من التنزه ولكن عليهم أن يخرجوا معهم سوياًَ في ثاني أيام العيد مثلاًَ -حيث انه من الشائع أن يخصص اليوم الاول للزيارات العائلية- إلى حيث الخضرة والسماء الصافية والجو النقي، وإن كان بإمكان الوالد مشاركة أبنائه اللعب فعليه أن يفعل ذلك حتى يتقرب منهم أكثر وليتأكد أن سعادتهم بالعيد ستكتمل إنذاك بلا ادنى شك.

من ناحية اخرى قدمت الأستاذة حنان نايل عدة نصائح أسرية لقضاء عيد سعيد ولإستغلال العيد لغرس بعض الأخلاقيات والصفات الحميدة في نفوس أبنائنا خاصة أن للعيد فرحة خاصة في قلوب اطفالنا، لذا فعلينا تهيئة الطفل لإستقبال العيد بفترة كافية، و التكلم معه حول العيد والعادات الخاصة به، و مشاركته في تعليق الزينة وشراء هدية خاصة بالعيد لأن الهدية لها أثر خاص في نفسية الطفل، مع العلم انه ليس بالمهم القيمة المالية للهدية، فالهدية أيا كانت في حد ذاتها تحمل معاني الفرح والسعادة لنفس الطفل، فالطفل يهتم بالهدية وليس بقيمتها المالية.
كذلك على الوالدين تعليم اطفالهم أن العيد لا يقتصر على شراء الملابس الجديدة والتنزه وشراء الحلوى واللعب فقط، وإنما أيضاًَ هو فرصة لغرس بعض الواجبات الإجتماعية في نفوس الأطفال والتي بدورها توثق صلة الطفل بالآخرين سواء كانوا اقارب او أصدقاء او جيران او الإتصال تليفونياًَ بالمدرسين على سبيل المثال.
من جهة اخرى عليهعم تشجيع الطفل على تعلم العطاء عن طريق التبرع ببعض ملابسه التي  ليس في حاجة إليها للفقراء والأيتام، ولتكن من أفضل ملابسه حتى يتعلم أن يكتسب سعادته من إسعاد الآخرين، ويبتعد عن الأنانية، وحب الذات، وبذلك يكون نجح الأبوين في تهيئة الصغار لإستقبال العيد وغرسوا فيهم قيم التواصل والعطاء والمحبة.
من جهة اخرى شدت حنان على اهمية التنزه في العيد للأطفال والأهم من ذلك أن يشارك الأطفال الوالدين التفكير والتخطيط لبرنامج السفر او إختيار المكان، ووضع برنامج التنزه، لأن عن طريق هذا السلوك يدرب الطفل و يتعلم قيمة وفائدة التخطيط، كذلك إن كان لدى الأصدقاء او العائلة اطفال فى مثل سن الطفل فلتشجعه ليخرجوا سوياًَ لأنك بذلك تغرس فيهم اهمية التواصل ومعنى الصداقة.
وعن شراء الملابس الجديدة للأطفال تنصح نايل بأن تترك الحرية للطفل لإختيار ملابسه بنفسه لأن ذلك ينمي بداخله القدرة على إتخاذ القرار، ففي البداية نقدم له عدة إختيارات من الملابس ليختار منها، ومع مرور الوقت سيكتسب القدرة على إختيار الملابس التي تناسبه من حيث المقاس وتنسيق الألوان وبذلك سننمي ذوقه ونطور شخصيته.
اما عن أهمية العيدية لدى الابناء فأوضحت أنها سمة أساسية من فرحة العيد للأبناء، ويمكن من خلالها ان تعلم الاطفال قيمة الإدخار والتوفير، و يا حبذا لو اشترى الوالدين "حصالة" قبل قدوم العيد، وليعلما الطفل أن يضع فيها جزءاًَ من عيديته موضحين له أهمية قيمة الإدخار والتوفير لان عن طريق المال الذى سيوفره سيستطيع أن يشترى لنفسه اللعبة المفضلة لديه، ليكون ذلك سلوك يومي وليس فى العيد فقط.



 
وتحدثنا الدكتورة عن أمثلة من الإلتزامات العائلية الواجب القيام بها قبل وأثناء العيد مثل شراء اللحم، إلى جانب الكعك الذي يشتهر به عيد الفطر، وكذلك شراء ملابس العيد وتحضير العيدية للأبناء، وإختيار المكان الملائم لقضاء أول أيام العيد، من حيث من سيزورنا او من سنزوره وهكذا، أو أين سنخرج هذا العيد، ومن سنجامله، ومن سنتصل به.. الخ، الأمر الذي يضيف مزيداًَ من الأعباء الإقتصادية والنفسية والإجتماعية على أكتاف الأسرة العربية، وخاصة الزوجة التي إستمرت طوال الشهر الكريم تحضر في العزومات والإستضافات على مائدة الإفطار، وإن كانت إمراة عاملة فتزداد عليها الأعباء والإنشغالات أكثر فأكثر.
ومن هنا تنصحنا الدكتورة بضرورة أن نصفى أذهاننا لإستقبال العيد بسعادة وفرح، كذلك علينا أن نسعد نحن بالعيد لتظهر تلك الروح بالتالي على أبنائنا، وعلى الزوجة أن تراعى الحالة الإقتصادية التي يمر بها منزلها، فلا تطلب متطلبات أكثر من الحاجة او اكثر من الميزانية المقررة للعيد حتى لا ترهق زوجها مادياًَ، الأمر الذي يعود بالتالي عليها، لأن سعادة الزوجة تعتمد على سعادة الزوج أيضاًَ، كذلك على الزوج أن يقدر تعب زوجته ومقدار الإرهاق الذي تعاني منه بعد مرور شهر من الصيام تخلله الكثير من العزائم، وعدم ضبط للساعة البيولوجية للأسرة جميعاًَ، فلا يطلب منها عبئاًَ إضافياًَ، وإن كان بإمكانه مساعدتها في تجهيز المنزل وترتيبه وتنظيفه لإستقبال العيد فلا يبخل عليها لا بوقته ولا بمجهوده، لأن صورة المنزل الجيدة في نهاية الأمر ستعود على كل من في البيت وليس على الزوجة فحسب.

تعليقات