كــــن متفائلاًفالأمل قـــــادم

ليس هناك أتعس من إنسان يعيش مسكوناً بألم عدم الحصول على ما يريده,إنه يمثل العناد البائس,وعدم الرغبة في الخروج من كهف اليأس وقوقعة القنوط,فكل إنسان منا في هذه الحياة له آماله وله أحلامه وله تطلعاته,ولكن لكل شيء ثمنه,وكل شيء للحصول عليه قيمته المدفوعة سلفاً,يدفع الراحة للحصول على شيء زهيد من السعادة,يدفع دائماً ضريبة الولوج إلى داخل رحم السعادة,وأنى له ذلك؟!.
فتصدم هذه الأحلام وهذه الآمال بصخرة الواقع المرير,فتتقاذف الإنسان أمواج اليأس,ترمي به في متاهات البحر,تارة يصطدم بمحارة لا يستطيع فتحها وهو يعلم مسبقاً أنها تحمل في أحشائها الأثر الثمين,فيبتعد بألمه وأمله في فتحها في يوم ما,عندها يجد نفسه بعد ذلك على شفا الإستسلام يائساً وقنوطاً من الحصول على شيء,أمنيته الوحيدة تمثلت في امتلاكه,ثمٌ؛اليأس,والعجز,وعدم القدرة على الخروج من دائرة القنوط,فيتساءل الإنسان بينه وبين نفسه:

هل من أمل للخروج من هذه الدوامة؟وهل من أمل يفتح النوافذ المغلقة؟
وفجأة يُزاح الستار وينكشف (بإذن الله) الغم الذي سيطر على روحه,ويحصل على الحقيقة,التي طالما بحث عنها.وهي:
أن اللأمل باباً يُطرق,وبحراً له موانئ,وسفينة لها أشرعتها,وما الإنسان إلا مفتاح كل باب مغلق,وربان كل سفينة تاهت في متاهات البحر,فيضحك الإنسان ضحكة المنتصر على يأسه وعلى ألمه وعلى أحزانه؛لأنه وجد في الأمل بديلاً لليأس,ووجد في الستجداء والرجاء لخالقه بديلآً للمعاناة.
نعم التفاؤل يفتح باباً للأمل ليدخل,ويقضي على مرحلة القنوط واليأس,فالإمساك بالأمل والتفاؤل بغدً مشرق يخرج من دائرة بلبلة الفكر,ويتيح الإنفكاك من قيود زعزعة النفس,فيصبح الإنسان بأمله وتفاؤله مسلحاً بالإصرار والعزيمة على النهل من سلسبيل نهر أمل جميل بغدً أجمل,بشعاع شمس النهار,وضياء قمر الليل,ولم لا؟فبالأمل تحيا القلوب,وتعمر بالتفاؤل,وتعيش من أجل تحقيق المآرب.
قال الشاعر:
وللنجم بعد الرجوع إستقامة وللشمس من بعد الغروب طلوع

تعليقات